الخميس، 20 سبتمبر 2012

أنات وآهات عن الوالد رحمه الله


بينما كانت الحياة تسير على وتيرة واحدة .. تسير بين الرخاء والشدة .. تسير على طريق متزن يخلو من الحفر والمطبات .. وبينما كان الكل يفكر بأحلامه ومنشغلا بأقرانه .. هبت عاصفة قوية في ليلة ظلماء ليست والله بهية .. اجتاحت العاصفة أعظم ركن .. وحطمت أقوى عامود .. ليسقط البناء الشامخ الرفيع .. والصرح القوي المنيع .. ويتهاوى كل شي ويتساقط .. ولا تسمع الا الأنين يعلو المكان الدفين .. تحولت الضحكة الى بكاء .. والبسمة أصبحت هباء .. حتى الأرض دمعت والسماء .. لا أدري فعلا هل كل هذا حدث؟؟ أم أن عقلي زاغ حينها من هول الحدث!! .. تشتت الأفكار وزاغت العقول والأبصار .. ثم انكشف الستار .. على حقيقة أمر والله من الصبَّار .. حينما قالو : أبوك مصاب بداء السرطان.. حينها أدركت أن تلك العاصفة كانت عاصفة شر لا خير فيها .. وبدأت رحلة البحث عن العلاج .. ولكن هيهات هيهات .. فقد كان القدر أسبق .. ولعل الموت كان له أرفق .. فقد كان وضعه محزن للغاية حين اشتد به المرض وأرهقه وأتعبه .. حتى دخل شهر رمضان في تلك السنة ودخل معه في غيبوبة وكأنه يقول : والله يا رمضان لا أقوى أن أراك تحل ضيفا علي ثم لا أوفيك حق الضيافة ولا اصومك .. ثم استمر في غيبوبته حتى الخامس من شوال او ربما السادس .. وفي ذلك اليوم الذي قلت فيه: (ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) وفي صلاة العصر وبعد ان سلم الإمام مباشرة اذا بجوال اخي يرن ثم اذ به يقف وقفة سقط من هولها قلبي ثم يومأ باصبعه لنا ولعمي أن انهضو واتبعوني .. فما أن رأيت تصرفه هذا حتى والله أدركت ما حدث .. انطلقنا خلفه وانطلق كل من في المسجد خلفنا .. فقد كان الوالد رحمه الله محبوبا من جميع الناس بلا استثناء الصغير والكبير الغني والفقير الذكر والانثى وقدكان مؤذن المسجد والكل يعشق أذانه .. انطلقت ووالله أن رجلاي لم تعد تقوى على حملي ولما أردت أن أصعد الدرج لم أستطع فكنت أسقط من شدة الرجفة التي تملكت جسمي وكنت حينها في الخامسة عشرة من عمري .. ثم تحاملت على نفسي حتى وصلت ودخلت الشقة ورأيت والدي فوالله ان وجهه لمشرق كما الشمس تعجبت وتأثرت حينما رأيته .. ثم اهديته قبلة على رأسه ممزوجة ببعض الدموع .. تأملت في الغرفة فلا أجد الا قوما يبكون بكاء الصابرين المؤمنين .. يبكون في قلوبهم ودموعهم تنهار رغما عنهم .. أخذت نفسا عميقا واسترجعت .. ثم انطلقنا به الى المغسلة وهنا بدأت الأمور تأخذ منحنى شديد الخطورة .. ما هي الا لحظات ويُطلب منا الدخول لإلقاء آخر نظرة ويالها من نظرة .. انسكبت معها الدموع كالنهر الجاري وتنافضت فيها القلوب وكأنها التمست بتيار عالي .. اظلمت الدنيا واسودت وأدركت حينها ولأول وهلة أن أبي فعلا قد تركني وفارق الدنيا الى جوار ربه .. بكيت في داخلي بكاء شديدا حتى أحسست بأني اختنقت من شدة البكاء في داخلي .. انطلقنا به الى الحرم ثم منه الى المقبرة الى ذلك المكان المظلم الموحش الى أول منازل الآخرة .. لا أكاد أصدق ما يحدث!! هل فعلا بلغ بنا العقوق أن ندع والدنا في حفرة موحشة مظلمة وحيدا فريدا !! لكنها سنة الحياة وما عسانا أن نفعل!! وضعناه في قبره الذي أسأل الله أن يجعله روضة من رياض الجنة ثم أغلقناه وبهذا أغلقنا على أنفسنا بابا من أبواب الجنة .. أحسست بالقهر أو بشي يشبهه لا أدري ماذا أسميه .. وقفت في صف العزاء وحينها لم أتمالك نفسي من البكاء .. فأجهشت بالبكاء وأخذت أبكي وأبكي حتى أن البكاء مل مني وتركني .. وهكذا كان عيدنا في تلك السنة عزاء .. وهاهي الأيام والسنون تمر سريعا ولا يزال طيف أبي يغشاني في كل حين .. لا زلت والله أذكره وأشعر بالشوق له والحنين .. والله لو كان بالامكان أن أعطيه عمري ليعود لفعلت فلا يعرف قيمة الأب الا من يفقده .. يارب أسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. يارب اجزه عنا خير الجزاء واجعلنا له خير خلف .. اللهم آمييييييين.

خاطرة بسببك


بــــســــــــبـــــــــبــــــــــــك :
بسببك .. أصابني صمت عميق أذهلني وأذهل من حولي,, أرجوك توقفي عن ذكر اسمي .. يكفيني شوقا يكفيني حنين ,, لا أدري ماذا حدث لا أدري ماذا يجري هنا ,, أصبت بداء لم يستطع أحد تشخيصه .. ولكنني استطعت تشخيصه .. أصابني ألم في قلبي قد يكون بداية الأمل ,, نعم انه ألم وقعت أسيره ,, انه الم الحب ,, رغم أنهم يقولون ان الحب الم الا أنني أجد فيه لذة رغم ايلامه وذلك لأني أحببت من تستحق الحب .. شعور عجيب يراودني عندما أتذكرك .. أشعر وكأني على جناح طائر أو ربما فوق سحابه أشعر وكأني أطل لهذا العالم من الأعلى لأبحث في كل زاوية فيه عن مكان اختبائك .. لن أدعك وحيدة تصراعين همومك وتكابدين آلامك .. سأبذل كل ما بوسعي فأنا أعلم أن شوقك لي أعظم من شوقي لك وهذا الذي أتعبني كثيرا .. بسببك .. سأحطم كل عقبة تقف في طريقي اليك .. فلطالما اشتقت اليك كثيرا كثيرا.

خاطرة الشمس والصباح


عندما تشرق الشمس يتنفس صباح جديد بلا شك .. وتتسلل خيوط الشمس الذهبية الى غرفتي لتوقظني من نومي .. ثم تعانقني بدفئها المريح .. ثم تكسوني بفيتاميناتها الساخنه فأشعر بالنشاط والحيوية .. ثم يلمع وجهي من نورها الساطع .. لأشعر حينها بأني اكتسبت منها طاقة لذلك اليوم كله .. بعدها أشعر بأنها تجذبني وكأن قوة مغناطيسية نشأت بيننا .. ثم تخاطبني برفق وتقول : قم حبيبي فالصباح تقسم فيه الارزاق .. قم فالصباح للعمل والكفاح .. قم فالصباح فيه خير وفلاح .. قم حبيبي قم .. فأنهض من فراشي الذي يتسع لشخص واحد فقط .. ثم أنفضه وقلبي يردد ويقول : متى سيصبح لشخصين؟ قأقول اصبر فسيأتي الفرج .. ثم يبدا يومي ويبدأ معه رزقي .. ولكني لا أزال أتذكر هذه الشمس وأتذكر قلبها الحنون .. فأخاطبها بحديث ذو شجوون .. فأقول : أنت رمز الحياة أنت لُبُّ الكون.
أبـــ أحمد ــــو